"ولا عليك أن تأتي أخي عبد الله بن مسعود فتسأله" يعني اسأل تأكد "فتسأله، فأتيت عبد الله فسألته فذكر مثل ما قال أبي، وقال لي: ولا عليك أن تأتي حذيفة، فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قالا" هذا النصح يأمره بأن يذهب إلى غيره ليتأكد، ويوجد من طلاب العلم إذا أفتى أو أجاب السائل لو قال له السائل: هل أذهب إلى أحد أتأكد؟ لكان غضب غضباً شديداً، يعني أنت ما تثق، أو لو سمى له أحد قال: وما يدري فلان، وما يدريه، هذا موجود، وشخص معدود من كبار أهل الحديث من جهة المغرب، جيء به وعُرف به فلان الفاعل التارك العلامة المحدث ولا يضاهيه في الحديث إلا فلان، فقال: فلان لا يعرف الحديث، يعني أنا حضرت هذا الكلام، فلان لا يعرف الحديث، ويش يعني؟ يعني هل يتصور أن مثل هذا إذا سئل قال: اذهب اسأل فلان؟ وفي كلام طويل كله من هذا النوع، المقصود أن على الإنسان أن ينصح، وعلى العالم أن يدل طلابه على خير ما يعلمه لهم، فإذا جاء طالب كما قالوا في أدب العالم والمتعلم ليقرأ عليك كتاباً، وأنت تعرف أن فلاناً من أهل العلم يُتقن شرح هذا الكتاب أكثر منك، تدله عليه، هذا من النصيحة، إذا قال: أقرأ عليك في كتاب كذا، تقول: والله فلان أعرف مني بهذا الكتاب اذهب إليه، ولا تقول مثل هذا من أجل أن ترتاح؛ لأن بعض الناس قد يدل على غيره؛ لأنه لا يريد أن يكلف نفسه بالجلوس للطلاب والشرح لهم، يعني هذا من غير هذا الباب، لكن هذا جالس جالس للناس وإذا جاءه أحد أو مثلاً قيل: نريدك تشرح لنا كتاب كذا في العقيدة مثلاً، فتدل على شخص أكثر منك فهماً في العقيدة، تقول: اذهب إلى فلان، أو مثلاً في علوم الحديث أو في أصول الفقه أو في غيرها من العلوم تنصح لهذا الطالب أن يذهب إلى فلان؛ لأنه له خبرة بهذا الكتاب، هذا مقتضى النصيحة، وهؤلاء الصحابة كل واحد يدل على الثاني، اذهب إلى فلان، والشخص الذي أشرنا إليه لما مدح فلان، قال: فلان لا يعرف الحديث؛ ليتفرد بالمعرفة، وهذا لا شك أن فيه خدش وقدح في الإخلاص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015