((حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع)) يعني شيء يسير من العمر، والأعمال بالخواتيم ((فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)).

نعم وجد من يزوال المعاصي، ووجد من هو مشرك طول عمره، ثم يختم له بخير فيسلم، وهذا قد أراد الله به خيراً، أو يكون مسرفاً على نفسه ثم يتوب ويتوب الله عليه، ثم في آخر عمره يعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، فعلى الإنسان ألا يأمن من مكر الله، كما أن عليه ألا يقنط وييأس من روح الله، فعليه أن يكون خائفاً راجياً.

قال -رحمه الله-: "حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال: سمعت أبا سنان عن وهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي قال: وقع في نفسي شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي ديني وأمري" وأكثر الشبهات التي ترد على القلوب من هذا الباب، يعني من باب القدر؛ لأنه سر لا يمكن أن يطلع عليه، فعلى الإنسان من أول الأمر أن يسلم، يرضى ويسلم، فلا يناقش، ولا يبحث، ولا يسأل.

وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري، قال: وقع في نفسي شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي ديني وأمري، فأتيت أبي بن كعب فقلت: يا أبا المنذر إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر فخشيت على ديني وأمري فحدثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به؟

يعني يكشف ما وقر في قلبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015