شَبِيهَةُ الإدبارِ بالإقبَالِ ... لا تُؤثِرُ الوَجهَ على القَذالِ
فاختَلَفَتْ في عَارِضِي نِبَالِ ... مِنْ أسفَلِ الطَّودِ وَمِنْ مَعَالِ
قَدْ أودَعَتْهَا عَتَلُ الرُّجَّالِ ... في كُلِّ كَبْدٍ كَبِدَيْ نِصَالِ
فَهُنَّ يَهْوِيْنَ مِنَ القِلالِ ... مَقْلُوبَةَ الأظلافِ والإرقَالِ
يُرِقِلْنَ في الجَوِّ على المَحَالِ ... في طُرُقٍ سَريعَةِ الإيصَالِ
يَنَمْنَ فيها نِيمَةَ الكِسَالِ ... على القُفِيِّ أَعجَلَ العَجالِ
لا يَتَشَكَّينَ مِنَ الكَلالِ ... ولا يُحاذِرنَ مِنَ الضَّلاَلِ
القذال: مؤخر الرأس، والعارض: ما علا من السحاب، والعارضان من النبال: كالسحابتين منها، والطود: الجبل، والمعالي منه: ما علا وأرتفع، والعتل: القسي الفارسية، والرجال: الرجالة، الواحد: راجل، كما يقال كاتب وكتاب، والكبد: معروفة، والنصال: جمع نصل، وهو الحديدة المركبة في السهم، وكبدها وسطها، وكبداها: عن يمين العين الناشر في وسط تلك الحديدة وشماله، ويهوين: يقلبن، والقلال: رؤوس الجبال، الواحد: قلة، والأظلاف من الوعول: كالحوافر من الدواب، والإرقال: ضرب سريع من مشي الإبل، فاستعار لانصباب الوعول من الجبال، والجو: ما إرتفع من الهواء، والمحال: فقار الظهر، والوحدة: محالة، والنيمة: هيئة النوم، والكسال: العاجزون عن الحركة، الواحد: كاسل، والقفي: جمع قفا، والعجال: جمع عاجل، والكلال: الإعياء، والضلال: العمى عن القصد.
فيقول، وهو يصف الوعول المصيدة: أنها يشبه إقبالها إدبارها في الوحشة، ولا يتباين ذلك في مكروه الخلقة، فوجوهها كأقفائها في الكره، وأواخرها كأوائلها في القبح.
ثم وصف إحاطة الهلع بها، واعتماد الرماة في خلال ذلك فقال: فاختلفت بين عارضين من النبل، وبين طائفتين مطالبتين لها بالقتل من أعالي الجبال وأسافلها،