الجسم من خبال يطرقه، ولا يعصمه من اختلال يلحقه.
وَأَوفَتِ الفُدرُ مِنَ الأَوعَالِ ... مُرتَدِياتٍ بِقِسِيِّ الضَّالِ
نَواخِسَ الأَطرَافِ لِلأكفَالِ ... يَكَدْنَ يَنفُذْنَ مِنَ الآطالِ
لَهَا لِحىً سُودٌ بِلا سِبَالِ ... يَصلُحْنَ لِلأضْحَاكِ لا الإجلاَلِ
كُلُّ أَثِيثٍ نَبتُها مِتفَالِ ... لم تُغْذَ بالمِسْكِ ولا الغَوالِي
تَرضَى مِنَ الأدهَانِ بالأبوالِ ... وَمِنْ ذَكِيِّ المِسكِ بالدَّمَالِ
لَو سُرِّحَتْ في عَارِضَيْ مُحتَالِ ... لَعَدَّهَا مِنْ شَبكاتِ المَالِ
بَينَ قُضَاةِ السُّوءِ والأطفَالِ
الفدر من الوعل: التي قد أسنت وضخمت، والواحد فادر، والضال: شجر السدر البري، والآطال: الخصور، والواحد: أطل، والسلبتان: ما عن يمين الشفة العليا وشمالها من الشعر الممتد، والواحد: سبلة، والجمع: السبال، والأثيث من الشعر: الملتف الكثير، والمتفال: المنتن، والغوالي من الطيب: معروفة، والواحدة: غالية، والدمال: زبل الدواب.
يقول: وأوفت على عضد الدولة فيما صيد له، المسنة من الأوعال، وقرونها في طولها وكبرها، وتمامها وعظمها، كقسي الضال؛ منحنية على ظهورها، قد صارت الأوعال كالمرتدية لها، وأقبلت كالمشتملة بها، قد انعطفت منها على الأكفال، وكادت تنفذ من الخصور والآطال.
ثم زاد في صفة الوعول فقال: لها لحى سود وافرة دون سبال، تبعث على الضحك ولا تبعث على الإجلال، أثيثة منتنة، ريحها كريه، غاليتها وبانها الأبوال، ومسكها وطيبها الدمال، فلو سرح مثلها في عارضي شاهد محتال، لجعلها في طلب المال أوكد وسيلة، وفي التسبب إليه أمكن ذريعة، وللبس بها على قضاة السوء فيمن يلونه من الأطفال، ولبلغ من ذلك أبعد الآمال.