المذكور الذي يعقد التاج على رأسه.
فيقول، وهو يريد الممدوح: تهدي له كل ساعة من ساعات أيامه فتحا يغبطه، وخبرا عن أوليائه يبهجه؛ يتضمن هلاك جيش من أعدائه، وظفرا يجدد الله لأوليائه.
ثم قال: وتهدي له ساعة رسولا يوضع ملتزما لفتان ناقة ناجية، مستعجلا من ناحية نائية، يتحمل رأس ملك قد عقد التاج على هامته، فأجتلب رأسه في التاج على راحلته.
نِلْتَ وَمَا نِلتَ مِنْ مَضَرَّةٍ وَهْسُوذَانَ ... ما نَالَ رَأَيُهُ الفَاسِدْ
يَبدأُ مِنْ كَيدِهِ بِغَايَتِهِ ... وَإنَّما الحَربُ غَايَةُ الكَائِدْ
فيقول مخاطبا لفناخسرو: نلت ما قصدت من الظفر بوهسوذان، وما بلغت منه باستلابك لملكه، وإيقاعك به وبجمعه، أكثر مما بلغه من نفسه، بسوء التدبير، وضعف نظره في عواقب الأمور، وما أصاره إليه فساد رأيه، ومذموم اختياره.
ثم بين ذلك فقال: يجعل غاية كيده أول أمره، وفاتحه ما قصده من العصيان أبعد جهده، فيبدر إلى الحرب وهو يضعف عن القيام بها، ويسارع إليها وهو عاجز عن الصبر لها.
ماذَا عَلَى مَنْ أَتَى مُحارِبَكُمْ ... فَذَمَّ ما اختَارَ لَوْ أَتَى وافِدْ
بِلا سِلاحٍ سِوَى رَجائِكُمْ ... فَفَازَ بالنَّصرِ وانثَنَى راشِدْ
يُقارِعُ الدَّهرُ مَنْ يُقارعُكُمْ ... عَلَى مَكَانِ المَسُودِ والسَّائِدْ
الوافد: الزائر، والمنثني: الراجع، والمسود: التابع، والسائد: المتبوع.
فيقول مخاطبا لفناخسرو، ومشيرا إلى وهسوذان: ماذا على من تعرض لحربكم، وأقدم على المخالفة لأمركم، فذم ما تخير لنفسه، وتعرف أخبث العواقب في رأيه، لو أتاكم وافدا يستمطر فضلكم، وراغبا متصرفا على قصدكم.