والمخبر.

إذا خَيَالاتُهُ أَطَفْنَ بِنَا ... أضْحَكَهُ أَنَّنِي لَهَا حَامِدْ

وَقَال إنْ كَانَ قَدْ قَضَى أَرَباً ... مِنَّا فَمَا بَالُ شَوقِهِ زَائِدْ؟

لا أجحَدُ الفَضلَ رُبَّما فَعَلتْ ... ما لَم يَكُنْ فاعِلاً ولا واعِدْ

يقول: إذا طافت خيالات من نحبه زائرة، وأنستنا بأنفسها متدانية، فأحمدنا ما ننعم به من قربها، وما نسر به من تداني محلها، أضحكه ذلك وأعجبه، وألهاه كلفنا به وأستغربه.

ثم قال مخبرا عن محبوبه: وقال أن كان قضى أربا منا بالخيال الذي وصله، والطيف الذي تمثل له، فما له يجرع ولا يصبر، وكمده يزيد ولا يفتر؟!.

ثم قال: لا أدفع فضل خيالاته الطارقة، ولا أنكر الأنس بها، وأن لم تكن بالصادقة، فربما فعلت ما لا يسمح بفعله، وقربت ما لا يسعد على العدة بمثله.

ما تَعرِفُ العَينُ فَرْقَ بَينَهُمَا كُلٌّ ... خَيَالٌ وِصَالُهُ نافِدْ

يا طَفْلَةَ الكَفِّ عَبلَةَ السَّاعِدْ ... عَلى البَعِيرْ المُقَلَّدِ الواخِدْ

زِيْدي أَذّى مُهجَتِي أَزِدكِ هَوىً ... فَأجهَلُ النَّاسِ عَاشِقٌ حَاقِدْ

الطفلة الكف: الناعمة أصابع اليد، والعبلة: الغضة البضة، والساعد: ما بين المرفق والكف من الذراع، والوخد: ضرب سريع من مشي الإبل، والحاقد: الذي ينطوي على الضغينة.

فيقول: ما تعرف العين فوق ما بين الخيال ومرسله، والطيف الطارق وممثله، فكلاهما وصاله اختلاس يتوهم ولا يصدق، ويتذكر ولا يتحقق.

ثم قال مخاطبا لمحبوبته الذي يعتاده طيفها: يا طفلة الكف، البارعة الحسن، العبلة الساعد، الباعثة لي على الحزن، التي يخد بها البعير المزين بالقلائد لكرامته، المقدم في الإبل لنجابته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015