تشاوس، وهو من نظر المغضب من الخيل.

فَأَتَوْكَ لَيسَ لِمَنْ أَتَوا قِبَلٌ ... بِهِمُ وَلَيسَ بِمَنْ نَأَوْا خَلَلُ

لَمْ يَدْرِ مَنْ بالرَّيِّ أَنَّهُمُ ... فَضَلُوا ولا يَدرِي إذا قَفَلوا

وَأَتَيتَ مُعتَرِفَاً ولا أَسَدٌ ... وَمَضَيتَ مُنهَزِماً ولا وَعَلُ

القبل: الطاقة، والخلل: الوهن في الأمر، والري: مدينة معروفة فيما بين أرض فارس وأرض خراسان، وهي كانت قاعدة ركن الدولة، والفصول: الخروج عن قاعدة الاستقرار إلى العدو، والقفول: الرجوع عن الغزو، والوعل: التيس البري. وحذف العائد على (من)، في قوله: (ليس لمن أتوا)، وهو يريد: أتوه، والعائد على (من) الثانية في قوله: (وليس بمن نأوا) يريد: نأوا عنه، وأسند إلى دلالة ما ذكره على ما حذف.

فيقول مشيرا إلى رجال عسكر ركن الدولة: فأتوك ليس لمن أتوه قبل بهم، وهو يريد وهسوذان وجيشه، وليس بمن نأوا عنه خلل يمنعهم، وهو يعني ركن الدولة وجمعه، وأشار إلى ركن الدولة من كثرة العدد، وسعة العمل، بحيث لا يحفل بمثل الجيش الذي فصل إلى وهسوذان عنه، ولا يلتفت إلى اقترابه منه.

ثم قال مؤكدا لما قدمه، ومشيرا إلى ركن الدولة: لم يدر من بالري، أن الجيش الذي هزم وهسوذان فصل عنه؛ لقلتهم في جمعه، ولا درى أنهم قفلوا إليه؛ لتواضع مقدارهم في نفسه.

ثم قال، وهو يخاطب وهسوذان: وأتيت معتزما، ولا أسد في الإقدام يشبهك، ومضيت منهزما، ولا وعل في الفرار يلحقك.

تُعطِي سِلاحَهُمُ وَرَاحَهُمُ ... مَا لَمْ تَكُنْ لِتَنَالَهُ المُقَلُ

أَسخَى المُلوكِ بِنَقلِ مَملَكَةٍ ... مَنْ كَادَ عَنهُ الرَّأسُ يَنتَقِلُ

الراح: الأيدي، وهو جمع راحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015