عن الله تبارك وتعالى من بالغ الحكمة.

ثم قال: فإذا الخميس توقف أهله عن أن يسجدوا له سجود الإذعان، ويعترفوا بطاعته اعتراف الإقرار، حكمت له القنا الذبل بما يرغبه، وانقادت لأوامره فيما يقصده، فكان ذلك منها كالسجود الذي يؤذن من يستعمله بالإنقياد، ويخبر عنه بالعدول عن مكروه العناد.

ثم قال: وإذا القلوب أبت من الإذعان لحكمه، وانطوت على (العصيان) لما يبغيه من أمره، حكمت السيوف بذلك (الضرب) على قللهم، وقومت ما يظهرون بالعصيان من ميلهم.

أَرَضِيتَ وَهسُوذَانُ ما حَكَمَتْ ... أَم تَستَزِيدُ؟ لأُمِّكَ الهَبَلُ!!

وَرَدَتْ بلادَكَ غَيرَ مُغمَدَةٍ ... وَكَأَنَّهَا بَينَ القَنَا شُعَلُ

والقَومُ في أَعيَانِهِمْ خَزَرٌ ... وَالخَيلُ في أَعيَانِها قَبَلُ

الهبل: الثكل، تقول العرب: لأم فلان الهبل، أي الثكل، والخزر: أن تميل حدقة العين إلى اللحاظ، وهو آخر العين، والقبل: أن تميل إلى الموق، وهو مقدم العين المتصل بالأنف.

فيقول مخاطبا لوهسوذان، بعد أن هزمه جيش ركن الدولة، وهو حسن بن بويه والد فناخسرو: أرضيت ما صنعته بك سيوف فناخسرو، لأن عسكر أبيه عسكره، أم تستزيد لأصحابك من القتل، ولنفسك من الخزي والذل؟ الهبل لأمك، والهوان والصغار لمثلك!.

ثم قال مشيرا إلى السيوف المذكورة: وردت بلادك مصلته غير مغمدة، ومعملة غير ممسكة، فكأنها بين الرماح شعل نار مضطرمة، وسرج تضيء متقدة.

ثم قال: وردت تلك السيوف بلادك، والرجال الممسكون لها غضاب، في عيونهم خزر، والتخازر من نظر المغضب من الرجال، والخيل في عيونها قبل، والقبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015