السبل: المطر المنسكب، والأسل: قني الرماح، وكل نبات يتشعب دون ورق فهو أسل، والواحدة أسلة، والحوذان والنفل: ضربان من النبات، والضواحك من أضراس الأسنان: ما ولي الأنياب وأتصل بالطواحن، والليل: قصر في الأسنان، وإذا وصف بذلك الرجل قيل رجل أيل.
فيقول: يشتاق إلى سبل يده التي تنسكب بالنعم، وتفيض بالآلاء والمنن، وينبت الأسل رغبة فيما يتصل بذلك السبل من الحكم، وما يتصرف به في الحرب والسلم.
ثم قال: سبل يطول به الكرم والمجد، ويكثر عليه الشكر والحمد، وليس ينبت به الحوذان والنفل، ولا ترتعيه الشاء والإبل.
ثم قال: ويكثر الشوق إلى حصى الأرض التي أقام الممدوح فيها، وآثرها وأستوطنها وتخيرها، فبالناس من تقبيل حصاها يلل يبدو ويظهر، ونقصان يتبين في ضواحكهم ولا يستتر.
ثم قال: وإذا لم تباشر الأفواه وضواحكها الحصى إعظاما للممدوح، وإجلالا لقدره، وقضاء بالخضوع لحقه، فلمن يذخر ذلك بعده، وعند من يرتقب الجزاء فيه من الناس إلا عنده؟!.
في وَجهِهِ مِنْ نُورٍ خَالِقِهِ قُدَرٌ ... هِيَ الآياتُ والرُّسُلُ
فإذا الخَمِيسُ أَبَى السُّجودَ لَهُ ... سَجَدَتْ لَهُ فِيهِ القَنَا الذُّبُلُ
وإذا القُلُوبُ أَبَتْ حُكومَتَهُ ... رَضِيَتْ بِحُكمِ سُيُوفِهِ القُلَلُ
القدر: جمع قدرة، والخميس: الجيش الكثير، والقنا: الرماح، والقلل: الرؤوس، واحدتها قلة.
فيقول: أن الله عز وجل أبقى على وجه الممدوح فناخسرو، من الإشراق والبهجة، والإجلال والمحبة، ما فيه دليل بين على القدرة، وتصديق لما أخبرت به الرسل