عن (التسريح) على الأسلاب، فما تبتغي غير حماة الحقائق لتوقع بهم وأهل البصائر الصادقة في الحرب لتكون سطوتها عليهم.

تَوَهَّمَها الأعْرابُ سَوْرَةَ مُتْرفٍ ... تُذَكَّرُهُ البَيْدَاءُ ظِلَّ السُّرَادِقِ

ثم قال: توهم الأعراب ما أظهر سيف الدولة في قصدهم من العزيمة، سورة ملك شأنه الإتراف والدعة، وعادته السكون والراحة، يعوقه عن البيداء ومباشرة هجيرها، واقتحامها ومواجهة سمومها، تذكره لظل السرادق وأبنيته، وإيثاره لخفض ذلك ودعته.

فَذَكَّرْتَهُمْ بالماءِ سَاعَة غَبَّرَتْ ... سَمَاوَةُ كَلْبٍ في أُنُوفِ الخَرَائِقِ

ثم قال، مخاطباً لسيف الدولة: فذكرتهم بالماء الذي أجليتهم عنه، بالري الذي منعتهم منه، حين أحاطت بعم غبرات سماوة كلب، وحزائقهم تقتحمها هاربة، وتتسابق فيها متهالكة، يشير إلى إمعان سيف الدولة في طلبهم، واجتهادهم في شدة هربهم.

وَكَانُوا يَرُوعُونَ المُلُوكَ بأَنْ بَدَوْا ... وأَنْ نَبَتتْ في الماءِ نَبْتَ الغَلاَفِقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015