ثم قال: وفي تلك الفلوات التي قد وصفها، كتيبة ملمومة بكثرة فرسانها، سيفية ربيعة، تصيح الحصا باصطكاكها بين أرجل خيلها، كما تصيح اللقالق، وهي طير معروفة.

بَعِيْدَةُ أَطْرَافِ القَنَا مِنْ أُصُولِهِ ... قَرِيْبَةُ بَيْنَ البَيْضِ غَبْرُ اليَلاَمِقِ

ثم قال واصفاً لتلك الكتيبة: بعيدة أطراف القنا من أصوله، يريد: أن فرسانها طوال الرماح، شداد الأجسام، قريبة البيض، يريد: أنهم متلاصقون قد ملئوا الفضاء لكثرتهم، وتقاربوا لتكاتف جماعتهم، وهم غبر اليلامق، لما علاهم من الرهج، وأحاط بهم من العجاج. فأشار إلى أن تلك الفلوات النائية التي ظن ظعائن الأعراب أنها تعصمهم، اقتحمها جيش سيف الدولة عليهم، ولم يتهيب اختراقها منهم.

نَهَاهَا وَأَغْنَاهَا عَن النَّهْبِ جُودُهُ ... فما تَبْتَغي إلاَّ حُمَاةَ الحَقائِقِ

ثم يقول: إن جود سيف الدولة نهى هذه الكتيبة عن الأنهاب، وأغناها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015