ألفاظ ألثغ، لا يفصح بهما، ولا يمكنه النفاذ في ذكرهما. فأشار بهذا إلى كثرة الجموع التي ظهر عليها سيف الدولة من العرب، وأنهم مع ذلك إنما اعتصموا منه بالهرب.
تُخَلَّيِهمُ النَّسْوانُ غَيْرَ فَوارِكٍ ... وَهُمْ خَلُّوا النَّسْوَانَ غَيْرَ طَوالِقِ
ثم يقول: إن فرسان تلك العشائر غلبوا على نسائهم، ففارقنهم غير فوارك لهم، يشير إلى السبي، ويخلهن بعولتهن غير طوالق، يشير إلى الفرار، وأن خيل سيف الدولة غلبتهم على حريمهم، وحالت بينهم وبين أبنائهم، وبين نسائهم.
يُفَرَّقُ مَا بَيْنَ الكُمَاةِ وَبَيْنَها ... بِطَعْنٍ يُسَلَّي حَرُّهُ كُلَّ عَاشِقِ
ثم وصف الحال، فقال: يفرق سيف الدولة بين فرسان تلك القبائل، وبين نسائهم، بطعن يسلي حره العاشق عمن عشق، وينسي المشغوف الدنف من أحبه وومقه. يشير إلى أن شدة ذلك الطعن، وإسرافه بهم على القتل، أنساهم حياطة أحبتهم، وحملهم على إسلام (نسائهم) وذريتهم.