بمعاصمهم، وأمكنه مع ذلك ما حاوله من الهرب، استعمل فيه من الطلب
ويفهم صوت المشرفية فيهم ... على أن أصوات السيوف أعاجم
ثم قال: ومضى وهو يفهم أصوات السيوف في أصحابه، ويتبين استعمالها في أشياعه، ويعلم أن تلك الأصوات تخبر عن إتلاف أنفسهم، واستنفاد أكثرهم، فأفادته أصوات السيوف هذه المعرفة، مع أن تلك الأصوات عجم لا تفهم، والسيوف خرس لا تتكلم.
يسر بما أعطاك لا عن جهالة ... ولكن مغنوماً نجا منك غانم قال: يسر بما أعطاك
من نفسه، وبما أهلكته من جيشه غير جاهل بما عليه في ذلك من عظم المصيبة، وجليل الرزية، ولكن من غنمته ففاتك بنفسه، وطلبته ولم تنله بحتفه، مستغرب في دهره، غانم في حقيقه أمره.
ولست مليكاً هازماً لنظيره ... ولكنك التوحيد للشرك هازم
ثم يقول مخاطباً له: ولست مليكاً يهزم ملكاً مثله فيناله عز تلك الغلبة في خاصته، ويعتد بها في رفعته، ولكنك سيف الإمام، ومقيم أود الإيمان وملك الروم الذي واجهك عماد أهل الكفر، وعليه فيهم مدار الأمر، فهزيمتك له هزيمة التوحيد للشرك، عليه ظهور أهل الحق على أهل الإفك.