عادته أن يفر فيصير قفاه وقاية لوجهه، ويلك أصحابه بما ينالهم من مكروه فعله.
أيْنكُر ريحَ الليث حَتَّى يذوَقهُ ... وْقد َعَرفَتْ ويحُ اللُيوث الَبَهائُم
ثم قال، مشيراً إلى سيف الدولة: أينكر ويح الأسد حتى يذوقه، ويباشر بأسه حتى يناله، والباهم تعرف ريح الليث فتحذره، وتشعر به فتتوقعه.
وَقَدْ فَجَعَتْهُ بابْنهِ وابنِ صهْره ... وبالصَّهْر حَمْلاَتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
ثم قال: وقد فجمعت الدمشق بابنه وبصهره حملات سيف الدولة الغواشم للأقران، الغاصبة لأنفس الفرسان، فما للدمشق لا يكفه عن التعرض له بما سلف لسيف الدولة من الإيقاع به؟
مَضى يَشْكُرُ الأَصحابَ في فَوْته الظَّبا ... لما شغلتها هامهم والمعاصم
ثم يقول: مضى الدمستق فاراً بنفسه، على وجهه، يشكر أصحابه الذين شغلوا عنه السيوف بجماجمهم، واتقوها دونه