وورد على سيف الدولة فرسان طرسوس وآذنه والمصيصة ومعهم رسول ملك الروم في طلب الهدنة، يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت منى المحرم سنة أربع وأربعين وثلاثمائة فقال أبو الطيب، أنشده إياها بحضرتهم وقت دخولهم:

أراع كذا كل النام همام ... وسح له رسل المليك غمام

يقول: أراع، كمثل ما نحن فيه، كل الأنام، ملك قبل سيف الدولة؟ فخضعوا له واستجاروا به، وتتابعت رسلهم عليه، حتى كان غماماً أمطرهم بحضرته، وسحابا سح بهم في بلدته.

ودانت له الدنيا فأصبح جالساً ... أيامها يريد قيام

ثم قال: ودانت الدنيا لأمره، وبلغ أبعد غاياتها بعفوه، والأيام قائمة فيها يبغه، مجتهدة فيها يحاوله وينويه.

إذا زار سيف الدولة الروم غازياً ... كفاها لمام لو كفاه لمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015