ثم يقول: يفدي سلاح سيف الدولة أطول الطير مدة، وأكثرها للدهر خبرة، وبين هذا الصنف، فقال: أصاغر النسور وأكابرها، وأحداثها وقشاعمها، لما هي عليه من الخصب في وقائعه، والاستبشار في كثرة ملاحمه.

وَمَا ضَرَّهَا خَلْقُ بِغَيْرِ مَخَالِبِ ... وَقَدْ خُلِقَتْ أَسْيَافُهُ والقَوَائِمُ

ثم يقول: وما كان يضرها أن تخلق بغير مخالب، تستعملها فيما تأكله، وتصرفها فيما تنشبه؛ لأن سيوفه تبلغها في ذلك ما ترغبه، وتفعل لها منه ما تريده وتطلبه. وأشار إلى مداومة سيف الدولة للقتال والقتل، ومواصلتهم للوقائع والحرب.

هَلْ الحَدَثُ الحمراءُ تَعْرِفُ لَوْنَها ... وَتَعْلَمُ أَيُّ السَّاقِيِيْنِ الغَمَائمُ

ثم يقول: هل الحدث الحمراء، بما سفك سيف الدولة فيها من الدم، تعرف لونها، وتتيقن حالها؟ جعل صفتها الحمرة، إشارة إلى ما أحدث فيها سيف الدولة من هذه الوقعة، وهل تعرف هذه المدينة أي ساقييها الغمام؟ وهل تنقصل عندها؟ فرق ما بين المطر الساقي، لها، والدماء المسفوكة بها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015