ثم قال: وبحسب ذلك، يعظم في عين الصغير صغير ما يفعله، ويكبر عنده قليل ما يدركه، وتصغر في عين العظيم الأمور العظيمة، والأفعال الجليلة. يشير إلى سيف الدولة، وما أبانته الوقعة التي ذكرها من نفاذ عزمه، وجلالة قدره.

يُكَلَّفُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ الجيشَ هَمَّهُ ... وَقَدْ عَجَزتْ عَنْهُ الجُيوشُ الخَضَارمُ

ثم يقول: يكلف سيف الدولة جيشه استيفاء ما تبلغه همته، وتنعقد عليه نيته،

والجيوش الخضارم تعجز عن ذلك ولا تدركه، وتقصر عنه ولا تلحقه.

وَيَطْلُبُ عِنْدَ النَّاسِ مَا عِنْدَ نَفْسِهِ ... وَذَلِكَ مَا لاَ تَدَّعِيهِ الضَّرَاغِمُ

ثم قال: ويطلب أصحابه وأتباعه ما عنده من البأس والنجدة، والإقدام والشدة، وذلك ما لا تبلغه الأسود العادية، ولا تدعيه الضراغم الباسلة.

تُفَدَّي أَتَمُّ الطَّيْرِ عُمْراً سِلاحَهُ ... نُسُورُ المَلاَ أَحْدَاثُها والقَشَاعِمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015