ثم يقول: إن سيف الدولة لحق بني كلاب، وهم على ما ذكروه من الرعب، والاجتهاد في الفرار، والتناهي في سوء الحال، وإن بني عمرو كانوا متيامنين منهم في حين هربهم، وهم عمور. يشير إلى افتراقهم وتقطعهم، وأن البطن منهم صار بطوناً، بما لحقهم من الخوف، ونالهم من الذعر، وكذلك كانت بنو كعب متياسرين منهم، لحقهم من الافتراق والخوف كالذي لحقهم، فصاروا كعوباً. يشير إلى انصداع جمعهم، وافتراق شملهم. وأن القبيلة منهم صارت قبائل؛ بتحزبهم في هربهم، وتقطعهم في سيرهم.

وَقَدْ خَذَلَتْ أَبُو بَكْرٍ بَنْيِها ... وَخَاذَلَها قُرْيطُ والضَّبابُ

ثم أكد ذلك، فقال: إن أبا بكر، هذا البطن، تخاذل فضيع الآباء منهم أبناءهم، والرؤوس المرتفعة فضائلهم، وكذلك خذلتهم ضباب وقريط، وهم اخوتهم وعشائرهم.

إذا ما سِرْتَ في آثارِ قَوْمٍ ... تَخَاذَلتِ الجَمَاجِمُ والرَّقَابُ

ثم أكد ما قدمه، فيما أحاط بهذه القبائل من مخافة سيف الدولة، فقال مخاطباً له: إذا ما سرت في طلب قوم يهربون عنك، تخاذلت أعضاؤهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015