وَتَمْلِكُ أَنْفُسَ الثَّقلينِ طُراً ... فَكيفَ تُحوزُ أَنْفُسَها كِلاَبُ

ثم قال، مخاطباً له: وتملك أنفس الثقلين بجلالة سلطانك، وشمول إحسانك، فكيف تختار كلاب، هذه القبيلة، أنفسها عنك من بين سائر الثقلين، فتخالف أمرك، وتنكر فضلك، هذا أمر لا يمكن، ومحال لا يحسن.

وَمَا تَرَكُوكَ مَعْصِيَةً وَلَكِنْ ... يُعَافُ الوِردُ والموتُ الشَّرابُ

ثم قال: وما تركوك في فرارهم معصية لك، ولا رحلوا من بين يديك جهالة، بك، ولكنهم حذروا مطوعتك، وملكتهم هيبتك، فعادوا بالزوال، واعتصموا بالفرار، ويكره الورد إذا كان الموت شرابه، ويحذر إذا كان الحتف ماله.

طَلَبْتَهُمْ على الأَمْواهِ حَتَّى ... تخوَّفَ أن تُفَتَّشَهُ السَّحَابُ

ثم يقول له: طلبت بني كلاب على الأمواه التي هي مظان الأعراب في ارتحالها، ومنازلها عند انتقالها، فبلغت غايات تلك الفلوات النائية، ودوخت أقاصي تلك الرمال الشاسعة، وقرب عليك منها ما يقرب مثله، وفعلت في التوصل إليها ما لا يمكن غيرك فعله، ونلت من ذلك ما ليس السحاب بأبعد منالاً منه، ولا يخرج بشدة الامتناع عنه. ودل بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015