يأَيُّها المُحِسنُ المشكورُ مِنْ جِهَتي ... والشُّكْرُ مِنْ قبلِ الإحسانِ لا قِبَلي

ثم يقول لسيف الدولة: يأيها المحسن بطبعه، المشكور من جهتي بما حملني من فضله، والشكر من قبل إحسانه ورفده، لا من قبلي فيما أهديه من مدحه.

مَاكانَ نَوْمي إلاَّ فوقَ مَعْرفَتي ... بأَنَّ رأَيكَ لا يُؤْتَي من الزّللِ

يقول: ما كان نومي في حين موجدتك، وطمأنينتي في مدة عتبك وتسخطك، إلا فوق ما كنت أتيقنه من معرفتي، بأن رأيك لا يستزله الساعون ببغيهم، ولا يحيلونه بكذبهم، وكنى بالنوم عن سكون نفسه، وتمهده لمعرفته بسيف الدولة عن حسن ظنه. فأشار إلى ما قصده ألطف إشارة، وعبر عنه أحسن عبارة.

أقِلْ أَنِلْ أَطِعْ أحِمْلْ عَلَّ سَلَّ أَعِدْ ... زِدْ هَشَّ بَشَّ تَفَضلْ أَدْنِ سُرَّ صِلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015