فَكُلَّمَا حَلَمَتْ عَذْراءُ عِنْدهمُ ... فإنَّما حَلَمتْ بالسَّبي والجَملِ

ثم قال: فكلما حلمت عذراء من خرائدهم، ومحجوبة من كرائمهم، فإنما تحلم بالسبي الذي تحذر وقوعه، وبالجمل الذي تتوقع ركوبه، والجمال إنما يحمل عليها العرب، ولا تعرفها الروم. فأشار إلى أن كثرة ما اجتلبه سيف الدولة على الجمال من سبيهم، ذعر محجبات نسائهم، فاشتغلت بذلك أنفسهن، ومثلته لهن أحلامهن.

إنْ كُنْتَ تَرْضى بأَنْ يُعْطُو الجِزيَ بَذَلُوا ... مِنْها رِضَاكَ ومَنْ لِلْعُورِ بالَحَوَلِ

ثم قال، مخاطباً لسيف الدولة: إن كنت ترضى من الروم بجزيتهم، وتتقبل ما يبذلونه لك من طاعتهم، بادروا في ذلك إلى أمرك، واحتملوا على رأيك، وأني لهم بهذه الحظة، والبلوغ إلى تلك الرتبة، مع أحاط بهم من القتل، واتصل فيهم من السبي؟ والجزية عند ذلك، كالحول. عند العور، والآفة المحتملة عند ذهاب البصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015