وما الفِرارُ إلى الأَجبالِ مِنْ أَسَدٍ ... تَمْشي النَّعَامُ بِهِ في مَعْقلِ الوَعلِ

الوعول: شياهُ الجبال، واحدها وعل، ومعقلها: ما ارتفع من الأوعار.

ثم قال، مشيراً إلى الروم: وكيف ينجي الفرار إلى الأجبال من أَسد، شديد بأسه، وملك نافذ أمره، تسهل سعادته للنعام التوقل في معاقل الأوعال، حتى كأنها رمال مبسوطة، وسهول موصولة. فدل على أن سيف الدولة في قوة سعده، وتمكن أمره، لا يفوته من طلبه، ولا يمتنع عليه من قصده.

جَازَ الدُّرُوبَ إلى مَا خَلْفَ خَرْشَنَةٍ ... وَزَالَ عَنْهما وَذَاكَ الرَّوْعُ لم يَزُلِ

الدروب: المسالك التي تكون في الجبال الحاجزة بين بلاد المسلمين وبلاد الروم، وخرشنة: مدينة من مدائن الروم.

فيقول في سيف الدولة: إنه اقتحم بلاد الروم، وجاز إليها الدروب، وحصر خرشنة، ورحل عنها متوغلاً في بلاد الروم، فزال عنها والفزع مقيم بها، وفارقها والتوقع ملازم لها؛ لأن أهلها كانوا يحذرون سطوته، ولا يأمنون كرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015