قال الناظم: (وَاقْتِبِّاسٌ يُنْقَلْ). (وَاقْتِبِّاسٌ يُنْقَلْ) أي مما يتصل بالكلام في السرقات الشعرية الكلام في اقٌتباس، إذا (وَاقْتِبِّاسٌ يُنْقَلْ) أي مما يتصل بالكلام السرقات الشعرية الكلام في الاقتباس، وهو اصطلاحًا تضمين الكلام نثرًا أو نظمًا شيء من القرآن أو الحديث لا على أنه منه، أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن أو من الحديث لا علا أنه منه، يعني لا يقول قائل: قال الله أو قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل ينسب القول. هكذا حينئذ يسمى اقتباسًا، إن صَرَّحَ فليس باقتباس وإنما هو شيء آخر، كقول الحريري:

فلم يكن كلمح البصر أو هو أقرب حتى أنشدك فأغرب

أقرب أغرب فلم يكن {كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 77] هذا نص قرآني لم يقل قال الله تعالى هذا يُسمَّى اقتباسًا فحينئذ جاء بالآية أو جز منها ولم ينسبه لقائله، والقول الآخر:

إن كنت أزمعت على هجرنا ... من غير ما جرم فصبر جميل

وإن تبدلت بنا غيرنا ... فحسبنا الله ونعم الوكيل

[ها ها]

وقول الحرير:

قلنا: شاهت الوجوه نص حديث «ألا شاهت الوجوه». وقبح اللكع ومن يرجوه

ولا بأس بتغيير يسير للوزن أو غيره كقوله:

قد كان ما خفت أن يكون ... إنَّا إلى الله راجعون

إنا إليه، إنا لله وإنا إليه بدّل وغَيّر، لكنه تعيير يسير من أجل الوزن هذا لا يُخِلُّ بالاقتباس، وإنما لو كان التغيير كثيًرا خرج عن كونه اقتباسًا، إذا لا بأس من التغيير اليسير لأجل الوزن أو غيره، ولا يخرجه عن كون اقتباسًا، وأما إذا كان كثيرًا فحينئذ خرج، إذًا لا يجوز التغيير اللفظ الكثير، والمعني هذا لا إشكال فيه، أنه لو غير المعنى لخرج عن كونه اقتباسًا (وَمِنْهُ تَضْمِيْنٌ)، أي مما يتصف بالسرقات الشعرية (تَضْمِيْنٌ) يعني ما يسمى بالتضمين، وهو أن يضمن الشعر شيئًا من شعر الغير مع التنبيه عليه أنلم يكن مشهورًا عن البلغاء، فإن كان مشهورًا فلا احتياج إلى التنبيه، وبهذا يتميز عن السرقة.

إذا السرقة ليست فيه تنبيه، ويعني يأتي بلفظ يشير إلى أنه ليس من شعره، وذلك إذا لم يكن مشهورًا، وأما إذا كان مشهورًا فلا إشكال فيه، كقول الحرير:

على أني سأنشد يوم بيع ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا

سأنشد، المصراع الثاني (أضاعوني وأي فتى أضاعوا) ليس للحريري [دل على] هذا يسمى تضمينًا المصراع الثاني يسمى تضمينًا، ودل على ذلك في قوله: سأنشد يعني: وضع علامة تدل على ذلك وأحسنه ما زاد على الأول لنكتة كالتورية والتنبيه، يعني لو زاد عن الأول فهو حسن، واغْتُفِرَ التغيير اليسير ويسمى تضمين البيت فأكثر استعانة، التضمين المصراع فما دونه إبداعًا ورفوًا. يعني إذا ضَمَّنَ البيت فأكثر يُسَمَّى استعانة، والمصراع يعني نصف البيت فما دونه حينئذ يسمى إبداعًا ورفوًا (وَتَّلْمِيحٌ) أليس كذلك؟ (وَمِنْهُ تَضْمِيْنٌ وَتَّلْمِيحٌ) بالرفع عطف على (تَضْمِيْنٌ)، (وَتَّلْمِيحٌ) بتقديم اللام على الميم من لَمِحَهُ أو لَمَحَهُ إذا أبصره ونظر إليه، لمح إذا أَبْصَرَ ونظر إليه، وهو الإشارة إلى قصة أو شعر أو مثل من غير ذكره، يعني يشير في البيت بقصة بكلمة ولا يذكر القصة، كقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015