فو الله ما أدري أأحلام نائمٍ ... أَلَمَّتْ بِنَا أَمْ كَانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ
إشارة إلي قصة يوشع عليه السلام واستيقافه الشمس. وكقوله:
لعمرو مع الرمضاءِ والنَّارِ تُلْتَظَى ... أَرَقٌّ وأَحْفَى منك في ساعة الْكَرَبِ
لعمرو مع الرمضاء هذا إشارة إلى بيت مشهور
والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
وكقولك لشخص تعدد السيادة والتصدر قبل أوانهما
لا تَعْجَلْ تُحْرَمْ.
تُشِير إلى قولهم: من تعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
(وَحَلّ) يعني وحلٌّ وهو أن ينثر اللفظ، الحلّ ضد الْعَقْدِ عندنا أمران:
عَقْدٌ: وهو نظم النثر.
وحَلّ: وهو نثر النظم. يعني يأتي إلى النظم فينثره هذا يسمى ماذا؟ يُسمَّى حَلاًّ، أن ينثر النظم كقول بعض المغارب:
فإنه لَمَّا قَبُحَتْ فَعَلاتُهُ، وحَنْظَلَت نَخَلاتُه، لَمْ يَزَلْ سُوءَ الظَّنِّ يَقْتَادُهُ، ويُصَدِّقُ الذي يَعْتَادُهُ. حلّ قول أبي طيب:
إذا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ ... وصَدَّقَ ما يَعْتَادُ مِنْ تَوَهُّمِ
يعني جاء بالبيت على جهة أسجاع، وشرط كونه مقبولاً أن يكون سَبْقُهُ حسنًا لا يتقاصر على ذلك النظم بأن يكون مسجَّعًا والألفاظ جَزِلَة وأن يكون وَاقِعًا مَوْقِعَهُ بأن تكون ألفاظه مطابقًا معناها للمقام، إذًا حل النظم لا بأس به، حلّ نثر النظم لا بأس به.
(وَمِنْهُ عَقْدٌ)، (وَمِنْهُ عَقْدٌ) أي مما يتصل بالكلام على السرقة العقد، العقد هذا خبر أو مبتدأ؟ مبتدأ متأخر، ومنه خبر مقدم، أي مما يتصل بالكلام على السرقات العقد، وهو نظم النثر لا جعل طريق الاقتباس، فإن كان فيه شيء من القرآن أو من السنة دون نسبتهما إلى القائل فهو اقتباس، فإن لم يكن كذلك انتفي شرط الاقتباس فهو (عَقْدٌ) كقوله: مَا بَالُ مَنْ أَوْلُهُ نُطْفَة، وجِيفَةٌ آخره يَفْخَرُ. عَقَدَ قول علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ويُذْكَر حديثًا: وما لابن آدم والفخر وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة. وهذا كثير تجده في أدب الطلب.