هو الذي يعنونه هنا، نحو قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] فلم تفسدا فدل على أنه لا آلهة، واضح؟ واللازم وهو الفساد أي الخروج عن نظام منتفٍ، بدليل الواقع، فالملزوم وهو تعدُّد الآلهة كذلك منتفٍ، والتعليل أي وحسن التعليل: وهو أن يُدَّعَى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيفٍ غير حقيقي، يعني يأتي بفعل ما ويُعَلِّل لذلك الفعل بعلة مناسبة، لكنها غير حقيقية مناسبة عندهم قد تكون ممكنة وقد لا تكون ممكنة، كقول الشاعر:
ما به قتل أعاديه ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذئابُ
هذا من كرمه، ما به قتل أعاديه، هو ما يقتل الأعداء لكن لما كان قتل الأعداء إذا ماتوا جاءت الذئاب أكلت، لا يُرد أن يخيب الذئاب إذا سيقتل أعاديه [ها ها]. فإن قتل الأعداء في الغالب لدفع مضرتهم لا لما ذُكر من أن طبيعة الكرم غلبته، ومحبة صدق رجاء الراجين بعثته على قتل أعدائه لِمَا عُلِمَ من أنه إذا توجه للحرب صارت الذئاب ترجو اتساع الرزق عليها بلحوم من يُقْتَلُ من الأعداء.
ما به قتل أعاديه ولكن ... يتقي إخلاف ما ترجو الذئابُ
(وَالتَّعْليقِ). (وَالتَّعْليقِ): وعَبَّرَ عنه القزويني بالتفريع: وهو أن يُثْبَتَ لِمُتَعَلِّق أمر حكم بعد إثباته لمتعلق له آخر على وجه يُشْعِرُ بالتفريع، يعني يُرتب حكم على شيء، ثم يرتب الحكم عَيْنُه على شيء آخر بطريقة تُشعر أن الثاني فرع عن الأول وليس كذلك، كقوله:
أحلامكم لسقام الجهل شافية ** [كما دمائكم] [كما دماؤكم] يجوز الوجهان كما دمائكم تشفي من الْكَلَبِ
فَرَّعَ على وصفهم بشفاء أحلامهم عن داء الجهل، ووصفهم بشفاء دمائهم من داء الْكَلَبِ، وليس بلازم يعني ليس هناك تلازم بين كون الدماء تُشفي من الكلب وبين أن الأحلام لسقام الجهل شافية يعني العقول تشفي من الجهل.
ثم قال الناظم: (الخَاتِمَةُ: فِي السَّرِقات الشِّعْرِيَّةِ) أي هذه خاتمة في الفن الثالث وهي السرقات الشعرية وما يتصل بها من الاقتباس والتضمين وغير ذلك.