الثالث: المتوازي: وهو أن تستوي الفاصلتان في اللفظ ولم توافق سائر ألفاظ إحداهما ولا جل ما يقابلها من أختها في الوزن والتقفية، بمعنى أن آخر الكلمة تكون متحدة لكن الجل يختلف، ما احترزنا به عن الْمُرَصّع هو الْمُتَوَازِي، قلنا: المرصع استوت الفواصل وكان كل ما في إحدى الْفِقْرَتَيْنِ أو جُلّه من الألفاظ مثل الأخرى، إن نقص عنه بأن كان يسيرًا فهو داخلٌ في المرصع، إن كان كثيرًا فهو المتوزاي، ولذلك كل ما لم يكن مطرفًا أو مرصعًا فهو المتوازي، يعني كـ ما لا يقبل علامة الاسم ولا الفعل حينئذٍ يكون من المتوازي أن تستوي الفاصلتان في اللفظ ولم توافق سائر ألفاظ إحداهما ولا جُلّ ما يقابلها من أختها في الوزن والتقفية. نحو قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ}. [الغاشية 13، 14] اتفق الفاصلتان في الوزن والتقفية دون غيرهما لاختلاف سرر، وأكواب فهي متفقة في الوزن {سُرُرٌ}، {وَأَكْوَابٌ} مختلفة في كل من الوزن والتقفية هذا ما يتعلق بالسجع بأنواعه الثلاثة.
(أَوْ قَلْبٍ) أي من اللفظ القلب، و (أَوْ) هنا بمعنى الواو، وهو قلب حروف الكلام على ترتيب بحيث لو افتتح من آخره لأوله لخرج النظم الأول بعينه، وهذا لا فائدة فيه، يعني تقرأ الكلام من أوله إلى آخره وتعكسه هو بعينه: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 3] إذا قرأت بالعكس ربك فكبر، وما الفائدة {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} [الأنبياء: 33] سلس، سلس تأتي بالعكس، ما الفائدة؟ على كلٍّ سمَّوْهُ قلبًا (وَتَشْرِيعٍ وَرَدْ) أي جاء ويسمى التوشيح والقافيتين، وهو بناء البيت على قافيتين يصح المعنى عند الوقوف على كلٍ منهما، يعني لك أن تقف في بعض قوافي، وينتقل إما أنه ينتقل إلى تفعيلاتٍ أخرى في الوزن نفسه في البحر نفسه أو ينتقل إلى بحرٍ آخر، حينئذٍ نقول: هذا يسمى توشيح.
يا خاطب الدنيا الدنية إنها ... شرك الردى وقرارة الأكدار
دارٌ متى أضحكت في يومها ... أبكت غدًا بُعْدًا لها من دار
لو وقفت عند قوله: يا خاطب الدنيا الدنية إنها شرك الردى، دارٌ متى أضحكت في يومها أبكت غدًا. صار بيتًا آخر، [وأما المعنوي]، هذا ما يتعلق باللفظ وذكر فيه خمسًا:
التجنيس.
ورد العجُز على الصدر.
والسجع.
والقلب.
والتشريع.