جام لنا جاملنا اتفقا في بعض الحروف واختلفا في الخط سُمِّيَ ماذا؟ مفروقًا هذا يسمى جناسًا تامًا مركبًا مفروقًا، وغير التام يقابل التام الناقص وهو ما اختلف اللفظان فيه نحو قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة: 29، 30]. زيد {الْمَسَاقُ} فيه الميم مساق هو الساق وزيد فيه الميم اختلفا في بعض الحروف هذا يُسمّى جناسًا ناقصًا غير تام، هذا ما يتعلق بقوله: (كَتَجْنيسٍ وَرَدْ) يعني وردٍّ، هذا النوع الثاني من اللفظ، والمراد به رد العجُز على الصدر، ويقع في النظم والشعر، ففي النثر أن يَجعل أو يُجعل أحد اللفظين في أول الفقرة والآخر في آخرها، يعني يتفقان يجمع اللفظين اشتقاقٌ أو شبه الاشتقاق، تقع إحدى اللفظتين في أول الكلام، واللفظة الآخرة التي تجامعها في الاشتقاق في آخر الكلام: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]. {وَتَخْشَى}، {أَن تَخْشَاهُ} وقعت تخشى وتخشى في أول الكلام وفي آخره يقال فيه: رد الْعَجُز على الصدر، رد العجُز يعني: الأخير آخر الفقرة على أوله، وفي الشعر أن يكون أحدهما في آخر البيت والآخر قبله كقوله:

سريعٌ إلى ابن العم يلطم وجهه ... وليس إلى داعٍ ندا بسريعٍ

سريعٌ، وليس إلى داعٍ ندا بسريعٍ، إذًا اتفقا في أول البيت وفي آخره.

(وَسَجَعٍ) أي ومن اللفظ ما يُسمى بالسجع: وهو توافق الفاصلتين من النثر على حرفٍ واحدٍ، يعني يتفقا في آخر فاصلتين كل واحدةٍ من الكلمتين تختم بحرفٍ متحد، توافق الفاصلتين من النثر على حرفٍ واحد. قال السكاكي: هو في النثر كالقافية في الشعر. كالقافية هو كون آخر البيت على حرفٍ واحد وهو ثلاثةُ أضرب، ثلاثة أنواع السجع - ويهتم به كثير من البيانيين بل بعضهم ألف فيه رسائل صغيرة -:

الأول: المطرف. ما يسمى بالمطرف إن كان مختلفين في الوزن نحو قوله تعالى: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [نوح: 13، 14]. {وَقَاراً} فَعَالاً {أَطْوَاراً} أَفْعَالاً اتفقا واختلفا، اتفقا في الحرف الأخير لكنهما اختلفا في الوزن.

والثاني: المرصع: وهو ما استوت فواصله في الوزن والتقفية، وكان كل ما في إحدى الفقرتين أو جله من الألفاظ مثل ما يقابله من الأخرى. يعني يتقابلان في كل كلمة يقابلها كلمةٌ أخرى، يعني لا تكون إحدى الجملتين أطول بكثير من الجملة السابقة. مثاله قول الحريري:

فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ... ويقرع الأسماع بزوجر وعظه

هنا الوزن المراد به الوزن العروضي يعني: ما يقابل الحركة بالحركة، والساكن بالساكن.

فهو يَطْبَعُ الأَسْجَاعَ، يَقْرَعُ الأَسْمَاعَ.

بِجَوَاهِرِ لَفْظِهِ، بِزَوَاجِرِ وَعْظِهِ

اتفقا أو لا؟ اتفقا، إذًا يُسمى ماذا؟ يُسمى مُرَصَّعًا استوت فواصله، لو حصل تغيير يسير في الثانية ولا يكون كثيرًا لا يضر فيبقى على حاله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015