قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومن كلام الله تعالى القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.
وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات].
هنا بدأ يفصل في كلام الله عز وجل عموماً وفي القرآن على وجه الخصوص، فقال: (ومن كلام الله عز وجل القرآن العظيم)، أي أن القرآن كلام الله، وكذلك يعد من كلام الله عز وجل الكتب السابقة المنزلة على أنبيائه السابقين، وإن اختلفت طرق الوحي: فالتوراة من كلام الله عز وجل، والإنجيل أيضاً من كلام الله عز وجل قبل التحريف، والقرآن العظيم كلام الله لكن له خصائص كثيرة، ومنها: أنه محفوظ إلى يوم القيامة، وأنه معجز، وأنه نزل به جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن كله نزل عن طريق جبريل إلى نبينا عليه الصلاة والسلام، أي نزل بطريقة واحدة من طرق الوحي، لأن طرق الوحي كثيرة نزل بها عموم الوحي، لكن القرآن نزل عن طريق جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وجبريل عليه السلام سمعه من الله عز وجل.
(منزل) بمعنى: من الله.
(غير مخلوق)، بمعنى أنه كلام الله، وكلام الله صفته، وصفات الله لا يعقل أبداً ولا يجوز أن يقال بأنها مخلوقة.
(منه بدأ) يعني أن الله تكلم به ابتداء.
(وإليه يعود)، هذا إشارة إلى ما ورد من آثار بأن القرآن عند قيام الساعة، وعند انتهاء الدنيا، وعندما يعطل ويهجر يرفعه الله عز وجل من الصدور والمصاحف، فيصبح الناس ولا يجدون في صدورهم شيئاً، ولا في مصاحفهم شيئاً.
(وهو سور محكمات وآيات بينات) بمعنى أنه بين يشرحه ما بعده، فهو آيات بينة، محكمات، يعني: أن آياتها بينة، محكمات من كل معاني الإحكام.
(وحروف وكلمات)، وهذا فيه إشارة إلى أن الله تكلم بالقرآن بحرف وصوت على ما يليق بجلال الله عز وجل.