طريقة القراءة الصحيحة ومعرفة الكتب النافعة

Q كلامك حول النظر في كتب المبتدعة صحيح، ولست أهلاً لتصحيح كلامك، ولكن أرجو التنبيه إلى قضية، وهي أن كثيراً من الناس قد توقف في النظر في بعض الكتب النافعة بحجة عدم معرفة عقيدة أصحابها واتجاهاتها، فهل هذا المسلك صحيح؟ فإن لم يكن كذلك فما الطريقة في ذلك؟ حبذا لو زودتنا ببعض أسماء التي تنتشر كتبهم في الأسواق ممن لا ينبغي النظر في كتبهم.

صلى الله عليه وسلم أما الأصل فهو صحيح يبقى كما سلّم به السائل، أما النظر في كثير من الكتب المعاصرة ففيه نظر، لكن الناس في ذلك يتفاوتون، لكني عندما أتكلم في مثل هذا المقام العام أتكلم عن عموم طلاب العلم الذين في فترة التلقي والتحصيل، فمثلي لا ينبغي أن يوجه العلماء أو طلاب العلم الكبار، فأنا لا أتكلم إلا عند زملائي وعند أمثالي من الذين في طريق العلم، فأتكلم على مستواهم، لكن العلماء والمتخصصين وطلاب العلم الكبار لهم أن يقرءوا، لأنهم أخذوا الموازين وعرفوا الصالح من النافع، وعندهم من الملكة والقدرة إن شاء الله ما يجعلهم يميزون، وربما قراءتهم لبعض الكتب الثقافية والفكرية تجعلهم يصححونها ويردونها على أصحابها، لكن أتكلم عامة طلاب العلم أمثالي، لا ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بكتب الفكر والثقافة والله أغناهم بالكتب الأصلية عن ذلك، ككتب الحديث وكتب السنة وكتب العقيدة وكتب التفسير وكتب الفقه، إذا قرأتها واستوعبتها فعليك بما تستطيعه من غيرهم، هذا شيء.

الشيء الآخر: أنه لا يعني هجرها مطلقاً، إنما القراءة منها بقدرة وباستشارة، كالملح للطعام أو ما دون ذلك، بمعنى أنه قد تحتاج بعض الكتب الفكرية والثقافية لكن لا تتعد حاجتك من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب أن تستشير طالب علم متمكن يعرف الصالح من الطالح.

والأمر الثالث: لا يطغى ذلك على كتب العلم الأصلية، فيجب أن نوجه الشباب في هذه الفترة الحرجة إلى كتب العلم الأصلية، إلى طلب العلم الشرعي، فإذا تحصنوا وصاروا موسوعيين في العلم لم يملك أحد أن يقول لهم: لا تقرءوا، سيقرءون إن شاء الله وتكون قراءتهم هي القراءة الفاحصة الممحصة التي ينتفعون بها وينتفع بها غيرهم.

أما الآن فإنهم يقرءون قراءة المتلقي المعجب، فمن الخطأ والكلل والتفريط أن نفتح الباب ولا نقيده، فلذلك أنا دائماً أتشدد في هذه المسألة وأظنكم تعذروني، ولو عرفتم ما أعرف لقلتم أكثر مما أقول؛ فينبغي أن يُعرف الكلام على وجهه، فأكثر كتب الثقافة والفكر أرى أن يتجنبها طلاب العلم إلا القليل منها، وبحدود وباستشارة، ويكبوا على طلب العلم الشرعي والعلوم الضرورية حتى وإن كانت علوماً إنسانية بحتة، فقراءتها أسلم، بل حاجة المسلمين إليها أشد، مثل كتب الطب، وكتب الهندسة وغيرها، وكتب العلوم التطبيقية أو التجريبية، فبإمكان طالب العلم إذا كان عنده استعداد بأن يسلك أي تخصص من هذه التخصصات أن يسلك، أما كتب الثقافة والفكر فليجعلها آخر الأمر، وإن استغنيتم عنها فثقوا أنكم إن شاء الله لن تخسروا من دينكم شيئاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015