والبعث بعد الموت هو أول المرحلة الأولى من أحوال يوم القيامة، ذلك أن الحياة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: الحياة الدنيا.
القسم الثاني: الحياة البرزخية وهي داخلة في اليوم الآخر.
القسم الثالث: البعث وما بعده.
ثم قال: (ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة)، المعنى أنهم ليس عليهم ألبسة وليس عليهم أحذية.
و (غرلاً) أي: ليسوا بمختونين.
و (بهماً) يعني مجردين من كل شيء، والملك يومئذ لله لا شيئاً يملك.
وحين يُنفخ في الصور، والنفخ كما هو معلوم على مرحلتين: النفخ الأول: يموت فيه كل شيء ولا يبقى إلا وجه الله عز وجل.
النفخ الثاني: يكون به حياة الناس من قبورهم {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:68] والنفخ في الصور نفخ حقيقي مادي مسموع، بوسيلة وهو الصور، والصور آلة شبهها العلماء بالقرن أو أنها قرن، والقرن في وصفه عند أهل العلم أنه كالمكبّر عندنا الآن أي الآلة التي تكبر الصوت، والنافخ هو إسرافيل ملك من ملائكة الله عز وجل الذين يوكل الله بهم هذا الأمر، فإسرافيل ملك ينفخ النفخة الأولى وينفخ النفخة الثانية.