تأويل أهل البدع لصفة ضحك الله تعالى والرد عليهم

أهل البدع لم يعتقدوا بصفة الضحك، فالمعطلة عطلوا هذه الصفة، أما المحرفة وهم الأشاعرة فقد حرفوا هذه الصفة، وقالوا: إذا قلنا بأن الله يضحك فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، والله جل في علاه يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] فنقول: لا يضحك، بل الضحك هنا بمعنى: الثواب، أو بمعنى: إرادة الثواب، والأشاعرة القائلون بهذا القول هم كثير، ومخطئ من ظن أن الأشاعرة اندثروا بل هم كثيرون والرد عليهم كما يلي: الرد الأول: أن نقول: خالفتم ظاهر الكتاب، وخالفتم ظاهر السنة، وخالفتم إجماع الصحابة، حيث إنكم أثبتم لازم الصفة، فمن لوازم الضحك أن الله إذا ضحك إلى العبد فهو يريد إثابة هذا العبد، ونحن نثبت اللازم مع إثباتنا الصفة أولاً، وبذلك نثبت الصفة ونثبت لازم الصفة.

الرد الثاني: أنكم تتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التبليغ.

الرد الثالث: أن نقول لهم: أنتم أثبتم الحياة لله، وللعبد حياة، وحياة الله كما هو مسلَّم ليست كحياة العبد، بل حياة الله حياة تليق بجلاله وكماله، فما الفارق؟ فنرجع إلى قاعدة قعدناها وهي: أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، وكما قلتم في صفة الحياة فقولوا كذلك في صفة الضحك، فإن الله يضحك لا كضحك البشر، ولله حياة لا كحياة البشر.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015