وهذه الطوائف كلها طوائف بدعية ابتدعت في دين الله جل في علاه، فمنهم من هو قريب من أهل السنة والجماعة، ومنهم من هو بعيد منهم، وأبعدهم الرافضة وأقربهم الأشاعرة، هذا على الظاهر، وإلا لو عمقنا النظر في منهج الأشاعرة فسنجد أن الأشاعرة أيضاً من البعد بمكان عن أهل السنة والجماعة، والأشاعرة: هم أتباع أبي الحسن الأشعري، وهو منهم بريء، فقد تبرأ من المذهب الأشعري بعد أن كان معتزلياً ثم من الله عليه بعد ذلك باعتناق منهج أهل السنة والجماعة، حتى إنه مات وكتب أهل السنة والجماعة على صدره، وكان يمدح أهل السنة والجماعة مدحاً شديداً، والأشاعرة يثبتون سبع صفات وينفون الباقي، وهي مجموعة في قولهم: حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذاك السمع والبصر وللأشاعرة بدع أخرى وليس هذا مجال التفصيل في هذه البدع.
وفي الختام أقول لإخواني: اتركوا السياسة والثورات في الخطب، ودعوكم من كل هذا، وعليكم بطلب العلم، فإن شمسكم إذا أشرقت على الناس بعلم غزير فسترون ذلك عند ربكم يوم القيامة، فأنت الوريث الشرعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويا لها من نعمة ومنة، ويا له من فخر يتجلى في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.