ومن صفات الله تعالى: صفة الكره، أو الكراهة لمن يستحقها، وأيضاً هذه صفة من صفات الله الفعلية، فهي تتعلق بالمشيئة وتتجدد، وتتعلق بالأسباب، فإن الله يكره ويمقت العصاة والكفار والفجرة.
قال الله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة:46]، أي: كره انبعاث المنافقين فخذلهم؛ لأنهم في الصف المسلم يخذلون أهل الإسلام، فقال الله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة:46].
وأيضاً من الأدلة ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكره لكم قيل وقال)، فالكره صفة من صفات الله الفعلية، وهي لا تشبه صفات المخلوقين، وليس الأمر كما قال بعضهم: إن لازم إثبات أن الله يكره أن يكون له قلب يميل لمن أحبه، ويبعد عمن كرهه، فهذا كلام باطل، بل نقول: إن صفة الكره صفة كمال وجلال لله جل في علاه، ثبتت بالكتاب وبالسنة وإجماع أهل السنة.
أما أهل التعطيل ففسروا صفة الكراهة بالإبعاد، وهذا التفسير باطل؛ لأنه مخالف للكتاب وللسنة ولإجماع أهل السنة.