صفة السخط لله تعالى هي من الصفات الفعلية التي تتعلق بالمشيئة، وتتجدد وتتعلق بالأسباب، فيتصف الله بها أحياناً ولا يتصف بها أحياناً أخرى.
وصفة السخط ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، فأما في الكتاب: فقد قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد:28]، ووجه الدلالة أنه أضاف السخط لله جل في علاه.
وأما في السنة: فقد جاء في سنن الترمذي بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط)، وجاء أيضاً عن معاوية وإن كان الرفع في روايته هذه فيه ضعف: أنه بعث لـ عائشة فطلب منها أن تكتب له فقالت: أما بعد: فأرض الله على سخط الناس يرضى الله عنك ويرضي عنك الناس وتلت هذا الحديث: (من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)، وكل هذه الأدلة معان أضيفت إلى الله إضافة صفة إلى الموصوف.
فنحن نؤمن بصفة السخط، وأنها صفة من صفات الله، وهذه الصفة فعلية فنثبتها بلا تشبيه، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تكييف.
فالسخط في اللغة معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.