المرتبة الثانية من مراتب القدر هي: مرتبة الكتابة، يعني: أن الله كتب كل شيء كما قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الأنعام:59] وهذا الكتاب هو اللوح المحفوظ، فقد كتبت الأقدار في هذا الكتاب، وأيضاً قال الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12]، يعني: كتبناه في الإمام المبين وهو اللوح المحفوظ، وقال تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:52 - 53]، يعني: مكتوب.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أول ما خلق الله القلم فلما خلقه قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة).