القرآن كتاب الله المبين وحبله المتين

يقول رحمه الله: (وهو كتاب الله المبين) ، كتاب الله أضافه إلى نفسه؛ لأنه الذي تكلم به، ووصفه بأنه المبين؛ لأنه أبان السبل هدى الله به من الضلالة، وأخرج به من الظلمات إلى النور، وهو الكتاب الذي يهدي إلى الصراط المستقيم.

قال: (وحبله المتين) ، أي: حبله جل وعلا الممدود منه بينه وبين خلقه.

وقد روى الترمذي من حديث زيد بن أرقم: أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الكتاب بأنه (حبل ممدود من السماء) ، والمقصود بالحبل المدود من السماء: القرآن، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله حبله المدود من السماء) ، وقد جاء هذا عن عبد الله بن مسعود وغيره.

وقد فسر جماعة من أهل العلم قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} [آل عمران:103] ، بأنه القرآن، وقيل: الإسلام، وقيل: عهد الله، وقيل: طاعته وأمره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكل هذا حق.

يعني: كل هذا يجب الاعتصام به، وكله من حبل الله عز وجل، ويجمع هذا أن يقال: إن حبله القرآن؛ لأنه إذا اعتصم بالقرآن فقد اعتصم بطاعة الله وأمره، واعتصم بدين الإسلام، فالقرآن هو أجمع هذه المعاني، ولذلك قال رحمه الله تعالى: وكل هذا حق.

المقصود: أن المراد بقوله: (وحبله المتين) ، أي: وحبله الشديد القرآن الكريم هو حبله، وقد وصفه الله عز وجل بذلك، وقد جاء وصفه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث زيد بن أرقم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015