هذا بالنسبة للفرق بين الحديث القدسي والقرآن واضح، القرآن متعبد بلفظه، لا تجوز روايته بالمعنى، وأما الحديث القدسي فحكمه حكم الحديث النبوي لا يتعبد بتلاوته، وتجوز روايته بالمعنى، والفرق بينه وبين الحديث النبوي هو مجرد النسبة، فالحديث النبوي يقال فيه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والحديث القدسي يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: قال الله تعالى، أو فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، هذا هو الفرق، والكل من عند الله، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(3 - 4) سورة النجم].
يقول: انتشرت مقولة: الفكر الإسلامي أو المفكر الإسلامي، يقول: هل هذا الاصطلاح يعتبر اصطلاح فقهي؟
لا شك أنه اصطلاح حادث، وإن كان المراد بالمفكر يعني من تميز بالفهم للنصوص فهذا موجود في أئمة الإسلام قاطبة، فلا يختص به شخص دون شخص، فالعلماء من وصل إلى درجة أن يقال له: عالم فهو مفكر، بمعنى أنه يفهم، ولا فهم بدون فكر ونظر وروية وفهم، والله المستعان، لكنه اصطلاح حادث، يعني الاصطلاحات كلما قربت من الاستعمال العلمي المعروف عند أهل العلم كانت أصح، وإذا تعارف الناس على أن هذا إيش معنى؟ إذا كان هذا المفكر فغيره ماذا يسمى؟ يعني هل المفكر يقابله العالم؟ وهل هذا يستند إلى فهمه ودقة فهمه وذاك يستند إلى النصوص دون فهم؟ هذا الكلام لا قيمة له.
طالب:. . . . . . . . .
هو يقول: الفكر الإسلامي ...
طالب:. . . . . . . . .
لا، هو قال: انتشرت مقولة الفكر الإسلامي، صحيح انتشرت، والمفكر الإسلامي، ونعرف من خلال تنزيل كلامهم على الواقع على من يطلقون عليه هذا، يعني شخص اشتهر بسبر الواقع مع أن عنده شيء من العلم الشرعي، يعني نظر إلى الواقع وتوسع في هذا النظر مع أن لديه شيء من العلم الشرعي، هو المفكر يعني عموماً من ينظر ويتفكر في الواقع، في واقع الناس عموماً، لكن إن كان عنده شيء من العلم الشرعي فيكون مفكر إسلامي، لا سيما إذا كان يذب عن الإسلام، ويذود عنه، ويدافع عنه، وإن كان لا علاقة له بالعلم الشرعي سمي مفكر فحسب، وعلى كل حال إن كان المراد بالفكر هو الفهم، فالعلماء كلهم مفكرون.