فالنزول الإلهي على ما يليق بجلال الله وعظمته، وأورد أيضاً على الحديث أن ثلث الليل متفاوت من بلد إلى آخر، فإذا انتهى من بلد بدأ في بلد آخر، إلى ما لا نهاية، فهذا مما أورد على الحديث، وجوابه في شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأن الإنسان عليه أن يتعامل مع نصوص الشرع حسب ما يليق به هو، أنت في الثلث الأخير تعرض لنفحات الله، وما عليك بأهل السند وأهل الهند وأهل المغرب، ما عليك إلا من نفسك، أنت أمرت في هذا أمر ترغيب، أمرت في هذا الوقت أن تتعرض لنفحات الله، الله -جل وعلا- يقول: هل من سائل؟ هل من داعي؟ هل من مستغفر؟ أنت تعرض ولا عليك من غيرك، في هذا الوقت المحدد لك، ولا شك أن مثل هذا لو بحث الإنسان فيه، واستغرق في بحثه سنخرج بنتيجة، ولا بد من الوقوف عند مثل هذه النصوص، شيخ الإسلام له كلام طويل في هذا جلى فيه كثير من الشبهة الواردة على الحديث.
. . . . . . . . . ... وإلى السماء بغير كيف ينزلُ
ابن بطوطة صاحب الرحلة المشهورة ذكر في رحلته أنه دخل دمشق، وذهب إلى الجامع الأموي، ووجد شخص كثير العلم، قليل العقل، يتحدث عن حديث النزول، يشرح حديث النزول على المنبر، ثم نزل من خلال درج المنبر، وقال: إن الله ينزل كنزولي، وسماه، يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذه محض فرية؛ لأن شيخ الإسلام في الوقت الذي دخل فيه ابن بطوطة الشام مسجون في القلعة، فابن بطوطة لا يوثق به، لا بأخباره ولا بعلمه ولا برحلته ولا بوصفه؛ لأن هذه الرحلة مشحونة بالشركيات والاعتقاد في الأولياء، وأنهم يصرفون الكون، مشحونة، يعني ما يمر ببلد إلا يبحث عن القبور، ويذكر له قبر في رأس جبل يقصده الأيام من أجل أن يتبرك به، ودعا وزعم في بعض الأولياء أنهم يصرفون الكون.
وأقول: من أراد أن يطلع أو يفهم كتاب التوحيد، وما يضاد ما في هذه الأبواب في كتاب التوحيد يقرأ مثل هذه الرحلة، يجد الأمثلة لما يضاد هذه الأبواب، والله المستعان، نسأل الله السلامة والعافية، فمثل هذا لا يوثق به ولا بكلامه، علماً بأن الشيخ -رحمه الله تعالى-، ما عرف عنه مثل هذا، وهو من أشد الناس تنزيه لله -جل وعلا-، ومع ذلك يثبت ما أثبته الله لنفسه، والله أعلم.