على كل حال في حال اليقظة لا يمكن أن يراه أحد حتى يموت، فإذا دخل الجنة وهو من أهل الإيمان رآه -إن شاء الله تعالى-، وأما في حال الدنيا فلا، وبالنسبة لما حصل في الرؤية والمنام، فالإمكان حاصل.
والمؤمنون يرون حقاً ربهم ... . . . . . . . . .
حقاً صدقاً اعتقاداً جازماً؛ لأن ذلك ثبت بالنصوص القطعية وحكم جمع من أهل العلم بكفر من ينفي الرؤية.
. . . . . . . . . ... وإلى السماء بغير كيف ينزلُ
ينزل إلى السماء الدنيا على كيفية يعلمها الله -جل وعلا-، وتخفى علينا، وحديث النزول متواتر عند أهل العلم: ((ينزل ربنا في الثلث الأخير)) في بعض الروايات: ((النصف)) وفي بعضها: ((الثلث الأول)).
وشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- بسط الكلام على هذا الحديث في كتاب متوسط، يعني مطبوع ليس بمجلد وليس برسالة صغيرة، يعني في حدود مائة صفحة أو أكثر، شرح فيه حديث النزول، وأجاب عن الإشكالات التي أوردت عليه.
الله -جل وعلا- ينزل إلى السماء الدنيا على كيفية الله أعلم بها نزولاً حقيقياً، ولا يخل منه العرش في قول أكثر أهل السنة، وإن قال بعضهم: إنه يخلو منه العرش حال النزول، لكن الأكثر أنه لا يخل منه العرش، والمبتدعة يقولون: هذا لا يمكن، لماذا؟ لأنهم تصوروا النزول الإلهي كأنه كنزول البشر، يلزم عليه ما يلزم على نزول البشر، وهذا الكلام ليس بصحيح، يعني إذا وجد بعض ما يحير العقل بالنسبة لبعض المخلوقات فكيف بما يتعلق بالخالق؟ بعض العقول تحتار عن بعض الأمور المنسوبة إلى المخلوق، الشمس في فلكها، الشمس تجري في فلكها إذا غابت عن بلد وجدت في بلد إلى آخر، ومع ذلك تسجد تحت العرش في آخر كل ليلة، وتستأذن، هل عقولنا تدرك مثل هذا؟ ما تدرك، وقدم الإسلام كما يقرر أهل العلم لا تثبت إلى على قنطرة التسليم، ما لنا في مثل هذه المقامات إلا أن نقول: سمعنا وأطعنا.