هذا في المسائل الأصلية يعتمد على قول نصراني أو مجهول لا يدرى من هو، أو مولد لا يستدل بشعره، وكثير من المنتسبين إلى المذاهب تجده يعارض القرآن بقول الإمام، ومنهم من جعل الكتاب والسنة لمجرد البركة، والمعول على أقوال الأئمة، وأنه لا يجوز العدول عن أقوال الأئمة ولو خالفت القرآن بالنص بالحرف يقول الصاوي في حاشيته على الجلالين: "ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة، ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي" ثم قال: "لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر" نسأل الله العافية.
والمؤمنون يرون حقاً ربهم ... وإلى السماء بغير كيف ينزلُ
الناظم -رحمه الله تعالى- يقرر في هذا البيت الرؤية، رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، ويقرر أيضاً النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل، فالرؤية ثابتة بنصوص الكتاب والسنة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [(22 - 23) سورة القيامة] والنظر إذا عدي بـ (إلى) صار حقيقة في الرؤية البصرية {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [(15) سورة المطففين] عذبوا بالحجاب؛ لأنهم كفار، فمقابلهم من المؤمنين يرون، فإذا كان عذابهم بحجابهم عن الله -جل وعلا- فنعيم أهل الجنة برؤيته تبارك وتعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [(26) سورة يونس] جاء تفسيرها بالنظر إلى الرب -جل وعلا- ((إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون)) جاء في رواية: ((ترونه كما ترون الشمس ضحوا ليس دونها سحاب)) وفي رواية: ((صحواً)) فالرؤية ثابتة يراه المؤمنين في الجنة، وهذا أعظم نعيم يتنعم به أهل الجنة.