Wوَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَن يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَن يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَن يَكرَهَ أَن يَرجِعَ إلى الكُفرِ بَعدَ إِذ أَنقَذَهُ اللَّهُ مِنهُ، كَمَا يَكرَهُ أَن يُلقَى في النَّارِ» (?).
هَذِهِ حَالُ السَّحَرَةِ لَمَّا سَكَنَت المَحَبَّةُ قُلُوبَهُم، سَمَحُوا بِبَذلِ نُفُوسِهِم، [فـ] قَالُوا لِفِرعَونَ: اقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ.
وَمَتَى تَمَكَّنَت المَحَبَّةُ فِي (?) القَلبِ لَم تَنبَعِث الجَوَارِحُ إِلاَّ إِلى طَاعَةِ الرَّبِّ، وهَذَا هو مَعنَى الحدِيثِ الإِلَهِيِّ الَّذِي خَرَّجَهُ البُخَارِيُّ في «صَحِيحِه»، وَفِيهِ: «وَلا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحبَبْتُهُ كُنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» (?)، وَفِي بَعضِ الرِّوَايَات: «فَبِي يَسْمَعُ، وبِي يُبْصِرُ، وبِي يَبْطِشُ، وبِي يَمْشِي» (?)،