عَلَى الْمَيِّتِ» (?)، و «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (?).
ومعنى ذلك أنَّ الذي يَنْقُصُ تحقيقُه لمدلول هذه الكلمة العظيمة «لا إله إلا الله» يكون قد شَابَهُ من الشِّرْكِ بقدر ما معه من المخالفة، ومن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: «تَعِسَ عبدُ الدينار، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ ...» (?)، فإذا أفرط الإنسان في المحبَّة الطبيعية خرج إلى نوع من الشرك.
وقد قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ...} [التوبة:24]، فهذه آية المحبوبات الثمانية، وإيثار هذه المحبوبات قد يصل إلى الكفر، وقد يكون دون ذلك، فكثيرٌ من الكفار تركوا الإيمان بالله ورسوله إيثاراً للوطن والعشيرة والأهل، وموافقةً لهم، ومنهم من يؤثر هذه المحبوبات في المعصية، فيؤثر طاعتهم في معصية الله، ويقدِّم ما أحَبُّوا على ما أوجب الله سبحانه وتعالى، وهكذا.
وقد تقدَّم أنَّ اتباع الهوى هو أصل الشرك بنوعيه الأصغر والأكبر، كما قال تعالى عن المشركين: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} [النجم:23].
بعد هذا كله يقول المؤلِّف -رحمه الله-: (وَيَدُلُّ عَلَيهِ أَيضاً أَنَّ اَلله تَعَالى سَمَّى طَاعَةَ اَلشَّيطَانِ في مَعصِيَته عِبَادَةً لِلشَّيْطَانِ)، فسمى الله طاعة الشيطان عبادة، وكل معصية لله هي طاعة للشيطان، ولكن هناك من الخَلْق مَن عَبَدَ الشيطانَ عبادةً صار بها كافراً مشركاً، كعُبَّاد الأوثان، فإنهم -في الحقيقة- عابِدُون للشيطان، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أصل الشرك كُلِّه من عبادة الملائكة والأنبياء والصالحين والأصنام والأحبار والرُّهبَان وغير ذلك = هو عِبَادةُ الشَّيطَان (?)، قال تعالى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم