- ومنها ما فيه ذكر قولها مقَيَّدَاً، كما في حديث عتبان رضي الله عنه: «إنَّ اللهَ حَرَّمَ على النَّارِ مَن قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، وحديث أبي سعيد أو أبي هريرة - رضي الله عنهما - في قصة ما وقع لهم في غزوة تبوك، لما أصابتهم المجاعة وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بجمع ما في أزوادهم، وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غيرَ شَاكٍّ فيُحجَبُ عن الجنَّة».
والمتأمِّل في هذه الأحاديث يجد فيها: ذِكر الشَّهادة، وذِكر الإخلاص، وذِكر العلم، وعدم الشَّكِّ، مما يدُلُّ على أنَّه لا يكفي مجرَّد التلفُّظ بها.
ومن هنا أخذ العلماء من هذه الأحاديث شروط «لا إله إلا الله»، وهي ثمانية شروط: العلم، واليقين، والانقياد، والصدق، والإخلاص، والمحبة، والقبول، والكفر بما يعبد من دون الله (?).
فهذه الشروط مستمدة من هذه الأحاديث وغيرها من نصوص الشرع.
وأول هذه الأحاديث التي أوردها المؤلِّف -رحمه الله- هو حديث معاذ رضي الله عنه، وفيه أنه كان رديفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على حمار، يعني: راكباً خَلفَه، فقال: «يا معاذ»، فقال: لبيك وسعديك، ويُكَرِّرُ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا الخطاب وهذا النداء مرات؛ ليستجمع معاذٌ ذهنَه، ولِيَتِمَّ إقبالُه، فالأمرُ عظيمٌ، ثم قال له: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمَّداً عبده ورسوله إلا حَرَّمه الله على النار»، وفي اللفظ الآخر المشهور: «حَقُّ الله على العِبَادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكُوا به شَيئَاً، وحَقُّ العِبَادِ على الله عزَّ وَجَلَّ ألاَّ يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شَيئَاً».
وهذا الحديث -بلفظيه- يوافق حديث عِتبانَ وغيرِه، وبيانُ ذلك أنَّ قولَه في هذه الرواية: «إلا حَرَّمَه الله على النَّارِ»، هو معنى قوله في الرواية