وَفِي هَذَا المَعنَى أَحَادِيثُ كَثِيرةٌ جِدَّاً يَطُولُ ذِكرُهَا.
Qاستهَلَّ المؤلِّف -رحمه الله- رسالتَه هذه بذكر جملة من الأحاديث الواردة في فضل التوحيد، وما يوجبه من دخول الجنة والنجاة من النار.
وهذه الأحاديث ظاهرةُ الدِّلالة على فضل التوحيد وعِظَمِ ثوابه، وقد عقد الشيخ المجدِّد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في كتاب «التوحيد» باباً بهذا المعنى، فقال: (باب فضل التوحيد وما يُكَفِّرُ من الذنوب)، وذكر تحته حديث عبادة بن الصامت، وحديث عِتْبَان السابق ذكرهما.
وهذه الأحاديث التي أوردها المؤلِّف -رحمه الله- على أنواع:
- فمنها ما اقتُصِرَ فيه على ذكر شهادة «أن لا إله إلا الله» فحسب، كما في حديث عِتبان وأبي ذر.
- ومنها ما فيه ذكر الشهادتين معاً - شهادة «أن لا إله إلا الله» و «أنَّ محمَّداً رسول الله» - كما في حديث معاذٍ، وحديث عُبَادَة الذي عند مسلم.
- ومنها ما ذُكِرَ فيه أكثر من ذلك، كما في حديث عبادة رضي الله عنه الذي في «الصحيحين»: «من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمتُه ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، وأن الجنة حق، وأنَّ النَّار حق .. الحديث».
ومن جانبٍ آخر:
- منها ما فيه إطلاق القول بالشهادة من غير تقييدٍ، كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: «ما من عبد يشهد: أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار»، وحديث أبي ذر رضي الله عنه: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة»، وحديث عبادة رضي الله عنه: «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حَرَّمَ الله عليه النَّار»