وإن اقتصر الجوهري على الثاني فقط: هو اسم لما يحسى, أي: يشرب مثل المرق ونحوه. يشير إلى أن السخينة عصيدة جارية تشرب وتحسى, ولذلك قال المجد: السخينة كسفينة: طعام رقيق يتخذ من دقيق وقال الجوهري: السخينة: طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء, وإنما يأكلون السخينة والنفيتة من شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال. قلت: النفيتة غير اللفيتة السابقة لأنها دونها في العصد, رقيقة خفيفة كما قالوه, وكانت قريش تلقب «سخينة» لاتخاذها إياها, وكانت العرب تعيرها بذلك, لهذا قال لهم القائل فيما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
وقال الآخر:
يا شدة ما شددنا غير كاذبةٍ ... على سخينة لولا الله والحرم
(والخزيرة) بفتح الخاء وكسر الزاي المعجمتين وبعد التحتية راء فهاء تأنيث: (لحم يقطع صغارًا, ويصب عليه ماء كثير, فإذا نضج) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وفتح الجيم كفرح, أي: أدرك واستوى (صب عليه الدقيق) , وقد وردت الخزيرة في حديث الصحيحين, وفسرها ابن قتية في