فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المصلى في ليلة مقمرة, فأتاه جبريل في صورته, فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, حين رآه, ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره, والأخرى بين كتفيه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى أن شيئًا من الخلق هكذا. فقال جبريل: فكيف لو رأيت إسرافيل, إن له لاثني عشر جناحًا, منها جناح بالمشرق, وجناح بالمغرب, وإن العرش على كاهله, وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله حتى يصير مثل الوصع, حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته. وأورده الجلال في «الدر المنثور» على ما عند ابن المبارك, الألفاظ التي أوردها المصنف عليها اقتصر الجوهري وابن الأثير وغيرهما, وأورده الكمال الدميري بلفظ: «إن إسرافيل له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب, وإن العرش على منكب إسرافيل وأنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع» , والله أعلم.
(والضوع) بضم الضاد المعجمة وفتح الواو وبالعين المهملة, وكسر ضاده لغة فهو كصرد وعنب: (طائر أيضًا) , قال الجوهري: هو طائر من طير الليل من جنس الهام. وقال المفصضل: هو ذكر البوم. وقال المجد: الضوع كصرد وعنب: طائر من طير الليل والكروان وذكر البوم, أو طائر أسود كالغراب طيب اللحم. وقال النووي: إن الأشهر أنه من الهام كما قال الجوهري, والله أعلم. (والنغر) بضم النون وفتح الغين المعجمة: (العصفور) بالضم: وحكى ابن رشيق في كتاب الغرائب والشواذ أنه يفتح, والفتح غير معروف عند أهل الصناعة إذ فعلول مفقود من الكلام الفصيح. قال حمزة: سمي عصفورًا لأنه عصى وفر (وجمعه) أي النغر (نغران) بالكسر وله أحكام في حديث أنسٍ المشهور «ما فعل النغير».