قال ابن هشام في شرح الكعبية: اليعقوب له معنيان, أحدهما ذكر القبح بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة بعدها جيم, وهو الحجل بفتحتين. والمعنى الثاني العقاب: وهو غريب ذكره بعضهم, وأنشد عليه قول الشاعر:

عالٍ يقصر دونه اليعقوب

لأن الحجل لا يوصف بالعلو في الطيران. قال الفرزدق:

يومًا تركن لإبراهيم عافيةً ... من النسور عليه واليعاقيب

لأن الحجل لا ينزل على القتلى. والركض هو سرعة الطير. قال:

كأن تحتى بازيًا ركاضا

وزعم الكمال الدميري أن المراد باليعاقيب الحجل لقول الرافعي: يجب الجزاء بقتل المتولد بين اليعقوب والدجاج. قال: وبهذه يرد قول من قال: أن المراد من البيتين الأولين هو العقاب, فإن التناسل لا يقع بين الدجاج والعقاب, وإنما يقع بين حيوانين بينهما تشاكل وتقارب في الخلق كالحمار الوحشي والأهلي. قلت: ولا ينهض له ما ادعاه إلا إذا قيل أن اليعقوب إنما يطلق على العقاب, فأما مع إطلاق الاشتراك فلا كما لا يخفى عن المتأمل. وفيه كلام لسنا بصدد استقصائه والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015