مثل سابقه في أن معناه الأحمق, ويقال له: المجعة بالضم, وكهمزة, كما في الصحاح وغيره. وفسره جماعة منها المجد, بأنه الأحمق الذي إذا جلس لم يكد يبرح من مكانه وقد مجع ككرم مجاعة ومجعا بفتحهما.
و(الفدم) بفتح الفاء وسكون الدال المهملة وآخره ميم: (البعيد الفهم) الذي لا يكاد يفهم لغباوته, قال المجد: الفدم العي عن الكلام في ثقل ورخاوة وقلة فهم, والغليظ الأحمق الجافي, وجمعه فدام, وهي بهاء, وقد فدم ككرم فدامةً وفدومةً.
وقد أنشدني غير مرة جماعة منهم الوالد, وأبو عبد الله بن المسناوي لشيخ الجماعة أبي علي الحسن اليوسي - رضي الله عنه - يخاطب أهل فاس:
على رسلكم يا أهل فاس فإنني ... فتى لست بالفدم الغبي ولا الغمر
أنا الصارم الماضي, ويا رب نافثٍ ... يخلق في البحث الأديم ولا يفري
ثم رأيتهما بخطه في كتابه الذي سماه «المحاضرات» ومعهما قوله:
ما أنصفت فاس ولا أعلامها ... علمي ولا عرفوا جلالة منصبي
لو أنصفوا لصبوا إليّ كما صبا ... «راعي سنين» إلى الغمام الصيب