قسم ينكر هذه الأمور ألبتة، وهؤلاء بعض الفلاسفة وبعض العقلانيين وبعض الجهمية، وطائفة من المتحذلقة المثقفين وما سواهم، هؤلاء ينكرون كل هذه الأمور، ويعتبرونها من باب التوهمات ومن باب الخيالات، وكثير من علماء النفس على هذا الاتجاه، خاصة الذين ليس عندهم إحاطة بالعقيدة، فينكرون كل الأمور التي تتعلق بتلبيس الجن بالإنس، والخوارق، والأمور التي يدّعيها الناس مما يحدث ويرون أنه كله من باب الخيالات والأوهام، وهذا خطأ، فهو موجود في أيام الجاهلية الأولى، والجاهلية القريبة، والجاهلية المعاصرة؛ فأكثر أصحاب النزعة العقلانية ممن يدعون الإسلام ينكرونها، مع أنها تقع لكن منها ما يقع على وجه حق ومنها ما يقع على وجه باطل، الأمور الخارقة للعادة إن كانت كرامات فهي على وجه حق ويجب أن نؤمن بها، وإن وقعت على وجه باطل فهي باطل لكنها تقع فعلاً.
فهذا المدعي المشرك الذي يستغيث بصاحب القبر يظهر له شكل إنسان وهو شيطان من الشياطين، لا ينكر أنه ظهر له ذلك؛ لأنه رآه وعاينه وربما يراه حتى بعض الصالحين من باب الابتلاء.