Q من يقوم بإحياء سنة مندثرة إلى حد ما هل يعد من الغرباء؟
صلى الله عليه وسلم نعم، إذا كان على فقه، فمن أحيا سنة مهجورة على فقه؛ لأنه قد يبدو لإنسان أنها مهجورة وهي من الأمور الاختيارية، فإذا كان على فقه صحيح ووجد شيئاً من الإنكار من الناس؛ فربما يشعر بشيء من الغربة.
وأضرب لذلك مثالاً واضحاً: استجدت عندنا الآن حول مسألة العزاء والمآتم أشياء من عمل بالسنة فيها سينكر عليه، فالناس إذا مات لهم ميت لا بد من جلوس ثلاثة أيام للعزاء، ويعلن عن ذلك العزاء في الجرائد، وإذا ما فعل ذلك اعتبر مقصراً في حق الميت، وهذا إذا عمل السنة، وقال: أنا سأتقبل العزاء في البيت أو في الشارع أو في المسجد أو في أي مكان، ما يلزم أجلس ثلاثة أيام كأنه حداد؛ فمن خالف سنتهم في ذلك فسينكر عليه كثير من الناس.
فلذلك ينبغي أن يتنبه طلاب العلم لمثل هذه الظواهر ولا يستهينوا بها، وإن كانت خلافية، لكن التوجه فيها إلى الابتداع واضح.
والناس تعدوا حدود ما أفتى به العلماء، وتجرءوا إلى أكثر مما يقول به بعض أهل العلم.